من أجل العلم الصحيح

الحمد لله وكفى و صلاة على عبده المصطفى و آله المستكملين الشرفَ

أما بعد ,,

قال الله تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } فصلت 33

و بين الله كيف يكون حال هذه الدعوة فقال :

{ قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } يوسف 108



فمن هنا يتبين لنا أن الدعوة إلى الله لا تكون إلا على بصيرة و علم صحيح و بينة
لا أن تكون مجرد كلام سمعته من هنا أو هناك بغير دليل على صحته و ثبوته .


فمن الجدير بنا نحن المسلمين , أمة العلم ألا نتكلم في دين الله أو ننقل إلا ما ثبت عن أهل العلم صحته
المدعم بالدليل الشرعي سواء من القرءان أو السنة الصحيحة .


و من هذا ذكر بعض القصص الغير صحيحة التي تتحدث عن أمور غيبية لا تـُعلم إلا بوحي من الله
قي كتابه أو سنة رسوله , كحال الإنسان في القبر و يوم القيامة و الحساب و ما إلى ذلك من الأمور الغيبية التي
يجب الحذر من الخوض فيها سواء بكلام أو قصة لم يردوا في الشرع .


فنحن لا نرضى بأن يقول شخص فينا شيئا لم نقله و نفعله , هذا و نحن العباد المخلوقين

فهل يرضى رب العباد بأن يقال في دينه ما ليس منه ؟!



فالحذر الحذر , فليس يُـنقل إلا عن أهل العلم من العلماء و الدعاة الموثوق بعلمهم , المتبعين لمنهج النبي و أصحابه




و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و آله و أصحابه أجمعين .

أهلا أخي كونان


بالطبع المقصود من كلامي واضح جلي , و هو عدم تأليف قصص لم ترد في الكتاب أو السنة الصحيحة أو حتى الإسرائيليات المأخوذ بها في الشرع عن مثل تلك الأمور الغيبية .

حتى و إن كان المقصود منها هو ترقيق القلوب أو الترغيب أو الترهيب

فإنها من أمور العقيدة و دين الله الذي لا يصح أن يتكلم فيه إلا بما هو منه .


و أذكّر بأنه من بركة العلم نسب العلم لأهله .. فإذا ذكرنا شيئا منه قلنا : قال به فلان و فلان .
فنحن هنا لا نقول إلا عن أهل العلم المعتبرين .. فهذا دأب العلماء الكبار .


فتجدهم ينسبون العلم لأهله و يقولون : قال فلان من الصحابة - و هم أفضل علماء الأمة - .. قال فلان من التابعين .. و قال فلان و قال فلان من أهل العلم و التقوى .


و إذا أحببنا رؤية ذلك جليا واضحا , فلننظر فقط في أحد التفاسير المعروفة كمختصر تفسير بن كثير
فسنجد أن ما من آيه فسرت إلا وكتب قال فلان و فلان و فلان من الصحابة و فلان و فلان من التابعين مثلا .


و إذا كان ما كتبناه هو خلاصة علم تعلمناه من أهل العلم فلنكتب على الأقل هذا ما قاله أهل العلم
أو إذا كان هناك خلاف و قد كتبنا القول الراجح عند العلماء فلنقل ذلك .


و خلاصة ما أو قوله .. هو التثبت في النقل و نقل الصحيح من أقوال أهل العلم .
لا أن ننقل كل ما نسمع أو ما وصل إلينا عبر البريد دون تثبت .

و أختم بــ :

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} النحل 43

و قوله :{وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} الأنبياء 7