صلح الحديبية وفيها كانت وقعة
الحديبية
. وعدة الصحابة إذ ذاك ألف وأربعمائة . وهم أهل
الشجرة ، وأهل
بيعة الرضوان . خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم معتمرا ، لا يريد قتالا . فلما كانوا بذي الحليفة قلد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدي وأشعره وأحرم بالعمرة وبعث عينا من
خزاعة يخبره عن
قريش . حتى إذا كان قريبا من عسفان أتاه عينه فقالا : إني تركت
كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد جمعوا جموعا ، وهم مقاتلوك ، وصادوك عن البيت .
حتى إذا كان ببعض الطريق قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن
خالد بن الوليد بكراع
الغميم ، فخذوا ذات اليمين " .
فما شعر بهم خالد حتى إذا هو بغبرة الجيش . فانطلق يركض نذيرا . وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان في
ثنية المرار ، التي يهبط عليهم منها : بركت راحلته فقال الناس حل حل . فقالوا : خلأت القصواء فقال " ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل . ثم قال والذي نفس محمد بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها " .
ثم زجرها فوثبت به . فعدل حتى نزل بأقصى
الحديبية ، على ثمد قليل الماء . فلم يلبث الناس أن نزحوه . فشكوا إليه . فانتزع سهما من كنانته . وأمرهم أن يجعلوه فيه فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه .
وفزعت
قريش لنزوله . فأحب أن يبعث إليهم رجلا . فدعا عمر فقال يا رسول الله ليس لي بمكة
أحد من بني
عدي بن كعب يغضب لي إن أوذيت ، فأرسل عثمان . فإن عشيرته بها ، وإنه يبلغ ما أردت . فدعاه فأرسله إلى
قريش ، وقال " أخبرهم أنا لم نأت لقتال وإنما جئنا عمارا ، وادعهم إلى الإسلام وأمره أن يأتي رجالا بمكة مؤمنين ونساء مؤمنات . فيبشرهم في الفتح وأن الله عز وجل مظهر دينه بمكة حتى لا يتخفى فيها الإيمان " .
فانطلق عثمان . فمر على
قريش . فقالوا : إلى أين ؟ فقال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعوكم إلى الله وإلى الإسلام ويخبركم أنه لم يأت لقتال . وإنما جئنا عمارا . قالوا : قد سمعنا ما تقول . فانفذ إلى حاجتك .
واختلط المسلمون بالمشركين في أمر الصلح . فرمى رجل من
أحد الفريقين رجلا من الفريق الآخر . فكانت معركة . وتراموا بالنبل والحجارة . وصاح الفريقان وارتهن كل منهما من فيهم .
وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عثمان قد قتل . فدعا إلى البيعة . فتبادروا إليه وهو تحت
الشجرة . فبايعوه على أن لا يفروا . فأخذ بيد نفسه وقال "
هذه عن عثمان " .
ولما تمت البيعة رجع عثمان فقالوا له اشتفيت من الطواف بالبيت . فقال
بئسما ظننتم بي . والذي نفسي بيده لو مكثت بها سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم بالحديبية ما طفت بها حتى يطوف . ولقد دعتني
قريش إلى الطواف فأبيت . فقال المسلمون رسول الله أعلم بالله وأحسننا ظنا .
وكان عمر أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم للبيعة وهو تحت
الشجرة ، فبايعه المسلمون كلهم . لم يتخلف إلا
الجد بن قيس .
فبينا هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء في نفر
خزاعة - وكانوا عيبة نصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم من
أهل تهامة - فقال إني تركت ابن لؤي
وعامر بن لؤي : قد نزلوا أعداد مياه
الحديبية ، معهم العوذ المطافيل . وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت . فقال " إنا لم نجئ لقتال
أحد . وإنما جئنا معتمرين . وإن قريشا نهكتهم الحرب وأضرت بهم . فإن شاءوا ماددتهم ويخلوا بيني وبين الناس . فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا ، وإلا فقد جموا ، وإن أبوا إلا القتال فوالذي نفسي بيده لأقتلناهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي ، أو لينفذن الله أمره " .
قال بديل سأبلغهم ما تقول . فانطلق حتى أتى قريشا ، فقال إني قد جئتكم من عند هذا الرجل وسمعته يقول قولا . فإن شئتم عرضته عليكم .
فقال سفهاؤهم لا حاجة لنا أن تحدثنا عنه بشيء . وقال ذوو الرأي منهم هات ما سمعته يقول قال سمعته يقول كذا وكذا .
فقال عروة بن مسعود إن هذا قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ودعوني آته . فقالوا : ائته . فأتاه . فجعل يكلمه . فقال له نحوا من قوله لبديل . فقال عروة أي
محمد ، أرأيت لو استأصلت قومك ، هل سمعت بأحد من
العرب اجتاح أهله قبلك ؟ وإن تكن الأخرى ، فوالله إني لأرى أو شابا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك .
قال عروة من ذا يا
محمد ؟ قال أبو بكر . قال أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي - لم أجزك بها - لأجبتك .
وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم ويرمق أصحابه . فوالله ما انتخم النبي صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم . فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمر ابتدروا أمره . وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه . وإذا تكلم خفضوا أصواتهم . وما يجدون إليه النظر تعظيما له .
فرجع عروة إلى أصحابه فقال أي قوم والله لقد وفدت على الملوك - كسرى ، وقيصر .
والنجاشي - والله إن رأيت ملكا يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمدا . والله ما انتخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده . ثم أخبرهم بجميع ما تقدم ثم قال وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها .
قال رجل من بني كنانة " دعوني آته فقالوا : ائته . فلما أشرف على النبي صلى الله عليه وسلم قال " هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن . فابعثوها له " ففعلوا واستقبله القوم يلبون فلما رأى ذلك . قال سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت . فرجع إلى أصحابه فأخبرهم . فبينا هم كذلك إذ جاء
سهيل بن عمرو . فقال النبي صلى الله عليه وسلم "
قد سهل لكم من أمركم " .
ففال هات اكتب بيننا وبينك كتابا . فدعا الكاتب وهو
علي بن أبي طالب - فقال " اكتب بسم الله الرحمن الرحيم " فقال سهيل أما الرحمن فما أدري ما هو ؟ ولكن اكتب " باسمك اللهم " كما كنت تكتب . فقال المسلمون والله لا نكتبها إلا " بسم الله الرحمن الرحيم " فقال صلى الله عليه وسلم " اكتب باسمك اللهم " ثم قال " اكتب هذا ما قاضى عليه
محمد رسول الله " فقال سهيل والله لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولكن اكتب " محمد بن عبد الله " فقال " إني رسول الله وإن كذبتموني ، اكتب محمد بن عبد الله " ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم " على أن تخلوا بيننا وبين البيت . فنطوف به " فقال سهيل والله لا تحدث
العرب أننا أخذنا ضغطة ولكن ذاك من العام المقبل . فقال سهيل " وعلى أن لا يأتيك رجل منا ، وإن كان على دينك ، إلا رددنه إلينا " فقال المسلمون " سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما ؟ " .
فبينا هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل وقد خرج من أسفل
مكة يرسف في قيوده حتى رمى بنفسة بين أظهر المسلمين . فقال سهيل هذا أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إنا لم نقض الكتاب بعد " فقال إذا والله لا أصالحك على شيء أبدا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم " فأجزه لي " قال ما أنا بمجتزه لك . قال " بلى فافعل " قال ما أنا بفاعل . قال أبو جندل يا معشر المسلمين كيف أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ؟ ألا ترون ما لقيت ؟ وكان قد عذب في الله عذابا شديدا - قال
عمر بن الخطاب : " والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ . فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ألست نبي الله ؟ فال . بلى . قلت : ألسنا على حق وعدونا على الباطل ؟ قال بلى . قلت علام نعطي الدنية في ديننا ؟ ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبين أعدائنا ؟ فقال إني رسول الله وهو ناصري . ولست أعصيه . قلت . أو لست تحدثنا : أنا نأتي البيت ونطوف به ؟ قال بلى ، أفأخبرتك أنك تأتيه العام ؟ قلت : لا . قال فإنك آتيه ومطوف به . قال فأتيت أبا بكر . فقلت له مثلما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم . ورد علي كما رد علي رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء وزاد فاستمسك بغرزه حتى نموت .
فوالله إنه لعلى الحق . فعملت لذلك أعمالا " . فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه " قوموا فانحروا . ثم احلقوا " قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قالها ثلاث مرات . فلما لم يقم منهم
أحد ، قام ولم يكلم أحدا منهم حتى نحر بدنه ودعا حالقه .
فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا . وجعل بعضهم يحلق بعضا ، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما . ثم جاء نسوة مؤمنات فأنزل الله ( 60 : 10 )
يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن
- حتى بلغ -
بعصم الكوافر
فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك .
وفي مرجعه صلى الله عليه وسلم أنزل الله سورة الفتح ( 48 : 1
إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر
- الآية . فقال عمر أو فتح هو يا رسول الله ؟ قال نعم . قال الصحابة هذا لك يا رسول الله فما لنا ؟ فأنزل الله
هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم
- الآيتين إلى قوله -
فوزا عظيما
ولما رجع إلى
المدينة جاءه
أبو بصير - رجل من
قريش - مسلما ، فأرسلوا في طلبه رجلين وقالوا : العهد الذي بيننا وبينك . فدفعه إلى الرجلين . فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة . فنزلوا يأكلون من تمر لهم .
فقال
أبو بصير لأحدهما : إني أرى سيفك هذا جيدا . فقال أجل . والله إنه لجيد لقد جربت به ثم جربت فقال أرني أنظر إليه . فأمكنه منه . فضربه حتى برد . وفر الآخر . حتى بلغ
المدينة . فدخل المسجد . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لقد رأى هذا ذعرا " فلما انتهى إليه قال قتل والله صاحبي ، وإني لمقتول .
فجاء
أبو بصير ، فقال يا نبي الله قد أوفى الله ذمتك ، قد رددتني إليهم فأنجاني الله منهم . فقال صلى الله عليه وسلم " ويل أمه مسعر حرب لو كان له
أحد " .
فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم . فخرج حتى أتى
سيف البحر . وتفلت منهم أبو جندل . فلحق بأبي بصير . فلا يخرج من
قريش رجل - قد
أسلم - إلا لحق به .
حتى اجتمعت منهم عصابة . فوالله ما يسمعون بعير لقريش خرجت إلى
الشام إلا اعترضوا لها ، فقاتلوهم وأخذوا أموالهم . فأرسلت
قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرحم لما أرسل إليهم فمن أتاه منهم فهو آمن .
غزوة خيبر ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من
الحديبية ، مكث بالمدينة عشرين يوما ، أو قريبا منها . ثم خرج إلى
خيبر . واستخلف على
المدينة سباع بن عرفطة وقدم
أبو هريرة حينئذ
المدينة مسلما . فوافى سباعا في صلاة الصبح . فسمعه يقرأ
ويل للمطففين
فقال - وهو في الصلاة - ويل أبي فلان له مكيالان إذا اكتال بالوافي ، وإذا كال كال بالناقص .
وقال
سلمة بن الأكوع : خرجنا إلى
خيبر . فقال رجل لعامر بن الأكوع ألا تسمعنا من هنياتك ؟ فنزل يحدو ويقول
لا هم لولا أنت ما اهتدينا |
| ولا تصدقنا ولا صلينا |
فأنزلن سكينة علينا |
| وثبت الأقدام إن لاقينا |
إنا إذا صيح بنا أتينا |
| وبالصياح عولوا علينا |
قال فأتينا
خيبر . فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة . فلما تصافوا خرج مرحب يخطر بسيفه ويقول -
فنزل إليه عامر وهو يقول -
فاختلفا ضربتين . فوقع سيف مرحب في ترس عامر فعضه . فذهب عامر يسفل له - وكان سيفه قصرا - فرجع إليه سيف فأصاب ركبته فمات .
قال سلمة فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم زعموا أن عامرا حبط عمله فقال " كذب من قال ذلك إن له أجران -
وجمع بين إصبعيه - إنه لجاهد
مجاهد ، قل عربي مشى بها مثله " . ولما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من
خيبر قال " قفوا " فوقف الجيش .
فقال " اللهم رب السموات وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما أذرين . فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ، وخير ما فيها . ونعوذ بك من شر هذه القرية وشر أهلها ، وشر ما فيها . أقدموا باسم الله " .
فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قريبا من عشرين ليلة . وكانت أرضا وخمة شديدة الحر . فجهد المسلمون جهدا شديدا . فقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم . فوعظهم وحضهم على الجهاد .
وكان فيهم عبد أسود فقال يا رسول الله إني رجل أسود اللون قبيح الوجه منتن الريح لا مال لي . فإن قاتلت هؤلاء حتى أقتل أدخل الجنة ؟ قال "
نعم " فتقدم . فقاتل حتى قتل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لما رآه " لقد حسن الله وجهك ، وطيب ريحك . وكثر مالك " وقال " لقد رأيت زوجتيه من الحور العين تتنازعان جبة عليه . وتدخلان فيما بين جلده وجبته " .
فحاصرهم حتى إذا أيقنوا بالهلكة سألوه الصلح . ونزل إليه سلام
ابن أبي الحقيق فصالحهم على حقن الدماء وعلى الذرية ويخرجون من
خيبر
، ويخلون ما كان لهم من مال وأرض . وعلى
الصفراء والبيضاء والحلقة إلا ثوبا على ظهر إنسان .
فلما أراد أن يجليهم قالوا : نحن أعلم بهذه الأرض منكم . فدعنا نكون فيها . فأعطاهم إياها ، على شطر ما يخرج من ثمرها وزرعها .
ثم قسمها على ستة وثلاثين سهما ، كل سهم مائة سهم . فكانت ثلاثة آلاف وستمائة سهم . نصفها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وما ينزل به من أمور المسلمين . والنصف الآخر قسمه بين المسلمين
وسببها :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الحارث بن عمير بكتاب إلى ملك
الروم
- أو
بصرى - فعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني . فقتله - ولم يقتل لرسول الله صلى الله عليه وسلم رسول غيره - فاشتد ذلك عليه فبعث البعوث . واستعمل عليهم
زيد بن حارثة ، وقال "
إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس وإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة " فتجهزوا . وهم ثلاثة آلاف .
فلما حضر خروجهم . ودع الناس أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا عليهم . فبكى
عبد الله بن رواحة . فقالوا
ما يبكيك ؟ فقال أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة بكم . ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار ( 16 : 71 )
وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا
ولست أدري كيف لي بالصدور بعد الورود ؟ فقال المسلمون صحبكم الله ودفع عنكم . وردكم إلينا صالحين . فقال ابن رواحة
لكنني أسأل الرحمن مغفرة |
| وضربة ذات فرع تقذف الزبدا |
أو طعنة بيدي حران مجهزة |
| بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا |
حتى يقال إذا مروا على جدتي : |
| يا أرشد الله من غاز . وقد رشدا |
فأقاموا ليلتين ينظرون في أمرهم .
وقالوا : نكتب إلى رسول الله فنخبره . فإما أن يمدنا ، وإما أن يأمرنا بأمره فشجعهم
عبد الله بن رواحة ، وقال والله إن الذي تكرهون للذي خرجتم تطلبون الشهادة . وما نقاتل الناس بقوة ولا كثرة وما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظفر . وإما شهادة .
فمضى الناس حتى إذا كانوا بتخوم
البلقاء لقيتهم الجموع . فانحاز المسلمون إلى مؤتة . ثم اقتتلوا عندها والراية في يد زيد . فلم يزل يقاتل بها حتى شاط في رماح القوم . فأخذها جعفر فقاتل بها . حتى إذا أرهقه القتال اقتحم عن فرسه فعقرها . ثم قاتل حتى قطعت يمينه . فأخذ الراية بيساره فقطعت يساره . فاحتضن الراية حتى قتل . وله ثلاث وثلاثون سنة .
رضي الله عنهم . ثم أخذها
عبد الله بن رواحة . فتقدم بها ، وهو على فرسه فجعل يستنزل نفسه ويقول
ويقول أيضا
ثم نزل فأتاه فناداه ابن عم له بعرق من لحم . فقال شد بهذا صلبك ، فإنك لقيت في أيامك هذه ما لقيت . فأخذها فانتهس منها نهسة ثم سمع الخطمة في ناحية الناس . فقال وأنت في الدنيا ؟ فألقاها من يده وتقدم . فقاتل حتى قتل .
ثم أخذ الراية
خالد بن الوليد . فدافع القوم وخاشى بهم ثم انحازوا ، وانصرف الناس .
وقال ابن عمر وجدنا ما بين صدر جعفر ومنكبه وما أقبل منه تسعين جراحة .
وقال زيد بن أرقم كنت يتيما لعبد الله بن رواحة . فخرج بي في سفره ذلك مردفي على حقيبة رحله . فوالله إنه ليسير ذات ليلة إذ سمعته وهو ينشد شعرا :
إذا أديتني وحملت رحلي |
| مسيرة أربع بعد الحسام |
فشأنك فانعمي ، وخلاك ذم |
| ولا أرجع إلى أهلي ورائي |
وجاء المسلمون وغادروني |
| بأرض الشام مستنهي الثواء |
وردك كل ذي نسب قريب |
| إلى الرحمن منقطع الإخاء |
هنالك لا أبالي طلع بعل |
| ولا نخل أسافلها ورائي |
قال فبكيت . فخفقني بالسوط وقال ما عليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل
.
وكانت سنة ثمان في رمضان .
وسببها :
أن بكرا عدت على
خزاعة في مائهم "
الوتير " فبيتوهم وقتلوا منهم . وكان في صلح
الحديبية " أن من أحب أن يدخل في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ومن أحب أن يدخل في عقد
قريش فعل " فدخلت بنو بكر في عقد
قريش ، ودخلت
خزاعة في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم إن بني بكر وثبوا على
خزاعة ليلا بماء يقال له
الوتير ، قريبا من
مكة . وأعانت
قريش بني بكر بالسلاح . وقاتل معهم بعضهم مستخفيا ليلا ، حتى لجأت
خزاعة إلى الحرم .
فلما انتهوا إليه قالت بنو بكر لنوفل بن معاوية الديلي - وكان يومئذ قائدهم -
يا نوفل إنا قد دخلنا الحرم إلهك إلهك . فقال كلمة عظيمة لا إله له اليوم . يا بني بكر أصيبوا ثأركم . فلعمري إنكم لتسرقون في
الحرم . أفلا تصيبون ثأركم فيه ؟
يا رب إني ناشد محمدا |
| حلف أبينا وأبيه الأتلدا |
قد كنتموا ولدا وكنا والدا |
| ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا |
فانصر هداك الله نصرا أيدا |
| وادع عباد الله يأتوا مددا |
فيهم رسول الله قد تجردا |
| أبيض مثل البدر يسمو صعدا |
إن سيم خسفا وجهه تربدا |
| في فيلق كالبحر يجري مزبدا |
إن قريشا أخلفوك الموعدا |
| ونقضوا ميثاقك المؤكدا |
وجعلوا لي في كداء رصدا |
| وزعموا أن لست أدعو أحدا |
وهم أذل وأقل عددا |
| هم بيتونا بالوتير هجدا |
ثم خرج بديل بن ورقاء في نفر من
خزاعة ، حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة ، فأخبروه بما أصيب منهم وبمظاهرة
قريش بني بكر عليهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس "
كأنكم بأبي سفيان قد جاءكم ليشد العقد ويزيد في المدة . بعثته
قريش . وقد رهبوا للذي صنعوا
" .
ثم قدم أبو سفيان . فدخل على ابنته أم حبيبة . فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه . فقال
يا بنية ما أدري : أرغبت بي عن هذا الفراش ، أم رغبت به عني ؟ قالت بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأنت مشرك نجس . فقال والله لقد أصابك بعدي شر . ثم خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فكلمه فلم يرد عليه شيئا . ثم ذهب إلى أبي بكر فكلمه في أن يكلم النبي صلى الله عليه وسلم . فقال ما أنا بفاعل . ثم أتى عمر فقال أنا أشفع لكم ؟ والله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به .
ثم دخل على علي وعنده فاطمة - والحسن غلام يدب بين يديها - فقال يا علي ، إنك أمس القوم بي رحما وإني جئت في حاجة فلا أرجعن خائبا . اشفع لي إلى محمد . فقال قد عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه - فقال لفاطمة هل لك أن تأمري ابنك هذا ، فيجير بين الناس . فيكون سيد
العرب إلى آخر الدهر ؟ فقالت ما يبلغ ابني ذلك . وما يجير
أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال يا أبا الحسن إني رأيت الأمور قد اشتدت علي فانصحني .
قال والله ما أعلم شيئا يغني عنك . ولكنك سيد بني كنانة فقم وأجر بين الناس ثم الحق بأرضك .
فقال أوترى ذلك مغنيا عني شيئا ؟ قال لا ، والله ما أظنه ولكن ما أجد لك غير ذلك .
فقام أبو سفيان في المسجد فقال يا أيها الناس إني قد أجرت بين الناس . ثم ركب بعيره . وانصرف عائدا إلى
مكة . فلما قدم على
قريش قالوا : ما وراءك ؟ قال جئت محمدا فكلمته ، فوالله ما رد علي شيئا ، ثم جئت
ابن أبي قحافة . فلم أجد فيه خيرا . ثم جئت
عمر بن الخطاب ، فوجدته أدنى العدو - يعني : أعدى العدو ثم جئت عليا فوجدته ألين القوم وقد أشار علي بكذا وكذا . ففعلت . قالوا : فهل أجاز ذلك محمدا ؟ قال لا . قالوا : ويلك ، والله إن زاد الرجل على أن لعب بك .
فكتب
حاطب بن أبي بلتعة إلى
قريش كتابا ، يخبرهم فيه بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم . ودفعه إلى سارة - مولاة
لبني عبد المطلب
- فجعلته في رأسها . ثم فتلت عليه قرونها . وأتى
الخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من السماء . فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا والزبير إلى المرأة فأدركاها بروضة خاخ . فأنكرت . ففتشا رحلها . فلم يجدا فيه شيئا فهدداها . فأخرجته من قرون رأسها . فأتيا به رسول الله صلى الله عليه وسلم . فدعا حاطبا . فقال " ما هذا يا حاطب ؟ " فقال لا تعجل علي يا رسول الله . والله إني لمؤمن بالله ورسوله وما ارتددت ولا بدلت ، ولكني كنت امرئ ملصقا في
قريش ، لست من أنفسهم . ولي فيهم أهل
وعشيرة وولد . وليس لي فيهم قرابة يحمونهم . وكان من معك لهم قرابات يحمونهم . فأحببت أن أتخذ عندهم يدا . قد علمت أن الله مظهر رسوله ومتم له أمره . فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنقه . فإنه قد خان الله ورسوله . وقد نافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنه قد شهد بدرا وما يدريك يا عمر ؟ لعل الله اطلع على أهل بدر فقال
اعملوا ما شئتم . فقد غفرت لكم
.
فذرفت عينا عمر وقال الله ورسوله أعلم .
ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمى الله الأخبار عن
قريش ، لكنهم على وجل . فكان أبو سفيان يتجسس هو
وحكيم بن حزام ، وبديل بن ورقاء .
وكان العباس قد خرج قبل ذلك بأهله وعياله مسلما مهاجرا . فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة . فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران نزل عشاء فأمر الجيش فأوقدوا النيران . فأوقد أكثر من عشرة آلاف نار . فركب العباس بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وخرج يلتمس لعله يجد بعض الحطابة أو أحدا يخبر قريشا . ليخرجوا يستأمنون رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يدخلها عنوة .
قال يقول بديل هذه والله
خزاعة حمشتها الحرب .
قال يقول أبو سفيان
خزاعة أقل وأذل من أن تكون هذه نيرانها .
فقلت : أبا حنظلة ؟ فعرف صوتي ، فقال أبا الفضل ؟ قلت : نعم قال ما لك ، فداك أبي وأمي ؟ قال قلت : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس واصباح
قريش والله قال فما الحيلة ؟
قلت : والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك . فاركب في عجز هذه البغلة حتى آتيه بك ، فأستأمنه لك . فركب خلفي . ورجع صاحباه فجئت به . فكلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا : من هذا ؟ فإذا رأونا قالوا : عم رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته . حتى مررت بنار عمر فقال من هذا ؟ وقام إلي . فلما رأى أبا سفيان قال عدو الله ؟ الحمد لله الذي أمكن الله منك بغير عقد ولا عهد .
ثم خرج يشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم . وركضت البغلة فسبقته واقتحمت عنها . فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم . ودخل عليه عمر . فقال يا رسول الله هذا أبو سفيان . قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد فدعني أضرب عنقه . فقلت : يا رسول الله إني قد أجرته .
فلما أكثر عمر قلت : مهلا يا عمر . فوالله لو كان من بني
عدي بن كعب ما قلت هذا . قال مهلا يا عباس . فوالله لإسلامك كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو
أسلم . وما بي إلا أني عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اذهب به يا عباس إلى رحلك . فإذا أصبحت فأتني به
. ففعلت . ثم غدوت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال
ويحك يا أبا سفيان ألم يأن أن تعلم أن لا إله إلا الله ؟
قال بأبي أنت وأمي ، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك والله لقد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى عني شيئا بعد . قال
ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ؟
قال بأبي أنت وأمي ، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ، أما هذه ففي النفس حتى الآن منها شيء .
فقال له العباس ويحك .
وأسلم قبل أن يضرب عنقك . قال فشهد شهادة الحق فأسلم .
فلما ذهب لينصرف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا عباس احبسه بمضيق الوادي عند خطم الجبل حتى تمر به جنود الله فيراها
فخرجت حتى حبسته . ومرت القبائل على راياتها . حتى مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء - لكثرة الحديد وظهوره فيها - فيها
المهاجرون والأنصار ، لا يرى منهم إلا الحدق . فقال سبحان الله يا عباس . من هؤلاء ؟ قلت : هذا رسول في المهاجرين
والأنصار - قال ما لأحد بهؤلاء طاقة .
وكانت راية
الأنصار مع
سعد بن عبادة . فلما مر بأبي سفيان قال اليوم يوم الملحمة . اليوم تستحل الحرمة . اليوم أذل الله قريشا فذكره أبو سفيان لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال
كذب سعد . ولكن هذا اليوم يوم تعظم فيه
الكعبة اليوم أعز الله قريشا
ثم نزع اللواء من سعد . ودفعه إلى
قيس ابنه . ومضى أبو سفيان . فلما جاء قريشا صرخ بأعلى صوته . هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به فمن دخل
دار أبي سفيان فهو آمن . قالوا : قاتلك الله وما تغني عنا دارك " ؟ قال ومن أغلق عليه بابه فهو آمن . ومن دخل المسجد فهو آمن فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد .
وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل
مكة من أعلاها ، وأمر
خالد بن الوليد ، فدخلها من أسفلها ، وقال
إن عرض لكم
أحد من
قريش فاحصدوهم حصدا ، حتى توافوني على
الصفا . فما عرض لهم
أحد إلا أناموه .
وتجمع سفهاء
قريش عكرمة بن أبي جهل ،
وصفوان بن أمية ، وسهل بن عمرو ، بالخندمة ليقاتلوا . وكان حماس بن
قيس يعد سلاحا قبل مجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقالت له امرأته والله ما يقوم لمحمد وأصحابه شيء . فقال والله إني لأرجو أن أخدمك بعضهم ثم قال
ثم شهد الخندمة . فلما لقيهم المسلمون من أصحاب
خالد بن الوليد : ناوشوهم شيئا من قتال فأصيب من المشركين اثني عشر ثم انهزموا فدخل حماس على امرأته . فقال ؟ أغلقي علي بابي . فقالت أين ما كنت تقول ؟ فقال
إنك لو شهدت يوم الخندمه | | إذ فر صفوان وفر عكرمه |
وأبو يزيد قائم كالمؤتمه | | واستقبلنا بالسيوف المسلمه |
يقطن كل ساعد وجمجمه | | ضربا فلا يسمع إلا غمغمه |
لهم نهيت خلفنا وهمهمه | | لم تنطقي باللوم أدنى كلمه |
وقال
أبو هريرة : أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم . فدخل
مكة .
فبعث الزبير على إحدى المجنبتين . وبعث خالدا على المجنبة الأخرى . وبعث أبا عبيدة بن الجراح على الحسر . فأخذوا
بطن الوادي ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته وقد وبشت
قريش أوباشها ، وقالوا : نقدم هؤلاء . فإذا كان لهم شيء كنا معهم وإن أصيبوا أعطيناه الذي سألنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أبا هريرة " فقلت : لبيك يا رسول الله . قال
اهتف لي بالأنصار . ولا يأتيني إلا أنصاري
فهتفت بهم فجاءوا ، فأطافوا برسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال
أترون إلى أوباش
قريش وأتباعهم ؟ - ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى - احصدوهم حصدا ، حتى توافوني على
الصفا قال
أبو هريرة : فانطلقنا . فما يشاء
أحد منا أن يقتل منهم ما شاء إلا قتل . وركزت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجون عند مسجد الفتح . ثم نهض
والمهاجرون والأنصار بين يديه وخلفه وحوله حتى دخل المسجد فأقبل إلى
الحجر
فاستلمه . ثم طاف بالبيت وفي يده قوس وحول البيت وعليه ثلاثمائة وستون صنما . فجعل يطعنها بالقوس ويقول
جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا
جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد
والأصنام تتساقط على وجوهها .
وكان طوافه على راحلته ولم يكن محرما يومئذ فاقتصر على الطواف .
فلما أكمله دعا
عثمان بن طلحة ، فأخذ منه مفتاح
الكعبة . فأمر بها ففتحت فدخلها . فرأى فيها الصور ورأى صورة إبراهيم وإسماعيل يستقسمان بالأزلام فقال
قاتلهم الله والله إن استقسما بها قط
وأمر بالصور فمحيت . ثم أغلق عليه الباب هو وأسامة وبلال فاستقبل الجدار الذي يقابل الباب . حتى إذا كان بينه وبينه قدر ثلاثة
أذرع وقف وصلى هناك . ثم دار في البيت وكبر في نواحيه ووحد الله . ثم فتح الباب
وقريش قد ملأت المسجد صفوفا ، ينظرون ماذا يصنع بهم ؟ فأخذ بعضاتي الباب وهم تحته . فقال
لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ، ونصر عبده وأعز جنده وهزم
الأحزاب وحده ألا كل مأثرة أو مال أو دم فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج ألا وقتل الخطإ شبه العمد - السوط والعصا - ففيه الدية مغلظة مائة من الإبل أربعون منها في بطونها أولادها ، يا معشر
قريش ، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء . الناس من آدم وآدم من تراب " ثم تلا هذه الآية
يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير
ثم قال "
يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ، قالوا : خيرا ، أخ كريم وابن أخ كريم . قال فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته
لا تثريب عليكم اليوم
[url=http://conan4c